الممتلي ة نعمة ا م ا لم ن عم عليها التعلیم اللاھوتي الصحیح عن العذراء القدیسة مریم دكتور جورج حبیب بباوي أغسطس ۲۰۱۳ www.coptology.org
٢ "الممتلي ة نعمة التعليم اللاهوتي الصحيح عن أم الم ن عم عليها" العذراء القديسة مريم وصلنا على موقع www.coptology.com سو ال كتبه د. سامح فاروق حنين يقول فيه: أستاذنا العزيز د. جورج.. سلام وتحية من رب اجملد. قمت بعمل بحث عن الترجمة الصحيحة للا ية "السلام لك أيتها الممتلي ة نعمة" من خلال النص اليوناني الا صلي ومقارنته بنصوص أخرى وترجمات أخرى لنفس اسم المفعول (κεχαριτωµενη) ووجدت أن الترجمة الا دق هي "الم نعم عليها" وعندما قرأت بحثكم الراي ع "الخلاصكما شرحه القديسكيرلس" وجدت في أكثر من موضع أن القديسكيرلس يو كد على فكرة "فقدان النعمة" وأن "آدم ومعهكل الجنس البشري الذي كان فيه (بما فيهم السيدة العذراء) ح كم عليه بالموت والفساد" أي "غياب الروح القدس والانفصال من شركة الثالوث" و"فقدان النعمة الا تية من االله" في حين أنكم تستشهدون فيكتاباتكم بترجمة "الممتلي ة نعمة"! العذراء مريم في الا جبية ص ٦ وفي "افرامية عيد العذراء". فكيف تكون السيدة العذراء مريم "ممتلي ة نعمة" بعدكل هذا ومن أين امتلا ت هبذه النعمة وهي ابنة آدم وسرى عليها ما سرى على آدم من "فقدان النعمة" فا رجو من محبتكم التوضيح.. وشكرا.
٣ الرد على السو ال الا خ الفاضل د. سامح فاروق حنين أعاد السو ال الذي ط ر ح منذ زمن طويل حول صحة الترجمة. وما ذكره القارئ الفاضل من أن النص اليوناني ومقارنته بنصوص نعم عليها" هو الا قرب والا صح. أخرى يبدو أن "الم الجانب اللغوي: "السلام ل ك" هي صيغة Singular Imperative وحرفيا تعني "افرحي" rejoice فهي صيغة سلام وردت في (مت ٤٩) ٢٦: بكل أسف في تحية يهوذا الخاي ن للرب يسوع في البستان ولكنها صارت عطية القيامة وليست مجرد تحية في بشارة السلام من الرب يسوع القاي م من الا موات (متى ٢٩). ٢٨: (١) علماء اليونانية المعاصرين لنا يقولون إن الا صح هي "افرحي" ولكن إذا ع دنا إلى الممارسات اليومية في زمان الرب بالجسد فا نكلمة "سلام" هي الكلمة العادية التي تع بر عن الصداقة والا لفة ومعرفة صاحب التحية بالشخص الذي يقابله (راجع لوقا ١٠: ٥ لوقا ٣٦ ٢٤: يوحنا ٢١) ١٩ ٢٠: وهي هنا سلام القيامة لا سيما في يوحنا ٢٦ ٢٠: سلام الحياة الجديدة. ولم تستخدم الترجمة السبعينية LXX الكلمة اليونانية إ لا بمعنى السلام حسب (صفنيا.١٤ :٣ يوي يل ٢١ :٢ زكريا ٩ :٩ مراثي.(٢١ :٤ ما هو المقصود ب κεχαριτωµενη لعل أفدح أخطاء العصر الوسيط شرقا وغربا معا هو فقدان الا ساس اللاهوتي الذي يشرح لنا مفردات الكتاب المقدس بل الاستغراق في التحليل اللغوي كا ن النص المكتوب هو استعلان االله في الابن وليس يسوع الشخص والا قنوم الذي من خلال شخصه وحده ومن العلاقة الجديدة التي جاء هبا يتم شرح مفردات الكتاب المقدس لا ن هذه العلاقة الجديدة لم تشي د ولم تو سس علىكلمات بالمرة بل فقط ع برت عنها الكلمات. ( 1 ) H. Gressman H. Sahlin S. Lyonnet.
٤ وهناك خطا وقع فيه باحثون في زماننا يتمثل في مقارنة -غير دقيقة بالمرة- بين القمص متى المسكين وتوما الا كويني والفرق بين الاثنين هو فرق في المنهج وفي الغايات Goals التي يسعى إليهاك ل منهما ففي الوقت الذي ساد فيه- لدى القمص متى المسكين- المنهج الصوفي Mystical الذي ط وع -من خلاله- وأ س ر Captivated اللغة لا سيما اللغة العربية التي ق دم فيها عدة مصطلحات عربية جديدة لم تكن معروفة نجد أن الفيلسوف الشامخ توما الا كوينيكان تلميذا لا رسطو وربيبا لفلسفة العصر الوسيط. هكذا -بذات الطريقة أي اختلاف المنهج والغايات- تجيء محاولة إبراز دور خاص ومقام خاص للقديسة مريم دون الانتباه إلى الا ساس اللاهوتي الذي يجب أن يقوم عليه أي تمييز Discernment بين الرأس الرب يسوع والا عضاء أي أعضاء جسده ( ١ كو ٢٧) ١٢: أي الكنيسة. القديسة مريم خضعت للموت مثل ساي ر البشر وماتت فعلا لا ا من آدم الذي فيه "يموت جميع الجنس البشري" ( ١ كو ٢٢) ١٥: ولا يمكن بالمرة أن نعفي أي إنسان و ل د من امرأة من وراثة الموت الذي دخل مع الخطية والذي ورثه الجنس البشري (رو ١٢ ٥: وبعده). وهنا يصبح تقديم شهادة العظيم أثناسيوس معل م الا رثوذكسية ضرورة حتى لا يظن أحد أنني أحاول الهجوم على والدة الا له فما أكثر الذين طالت ألسنتهم وطالت أقلامهم أكثر من ألسنتهم في زماننا. يقول أثناسيوس العظيم: "القديسة مريم التي أخذ منها جسدهكانت قابلة للموت" (الرد على الا ريوسيين ٥٦). ٣: وتعبير "قابلة للموت" هو نفس التعبير الذي استخدمه المعلم العظيم في شرح تجسد الكلمة (ورد في عدة مرات على سبيل المثال "اتخذ جسدا مماثلا لطبيعة اجسادنا ٤ ٨: من غير الممكن أن يموت الكلمة لا نه غير ماي ت.. لهذا اتخذ لنفسه جسدا قابلا للموت.. لكي يبقى بسبب اتحاده بالكلمة في عدم فساد :٩).(١ وأساس التمييز هنا هو اشتراك الرب مع أمه البتول في طبيعة واحدة قابلة للموت فلا مجال للتردد بالمرة ولكن ناسوت الرب ح ف ظ من الفساد بسبب اتحاده
٥ بالكلمة حسب بشارة رسول الرب يسوع القديس بطرس في يوم العنصرة (أع ٢٧). ٢: الاتحاد الا قنومي خاص بالرب يسوع ومجد تجسد الابن الوحيد هو العطية التي هب ت للانسانية والتي مصدرها يسوع وحده لا ننا سن حيا في المسيح ( ١ كو ٢٢) ١٥: و وهذا ما تو كده تسبحة القديسة مريم: "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي باالله مخلصي". النعمة: سقطت النعمة تحت معاول العصر الوسيط فصارت مجرد Concept أي محتوى وفكرة عقلية ولذلك تجد -حتى في بعض المراجع الحديثة- نفس تحديد العصر الوسيط با ن النعمة هي Favor ولذلك كان أفظع ما حدث في اللاهوت الغربي بالذات هو فصل الكلمات عن العلاقات الا لهية الا نسانية وهي قضية الجيل الا تي الذي سوف يكتشف الفراغ الهاي ل الذي تخلقه الكلمات عندما ت ق دم وحدها بدون الا ساس اللاهوتي وهو الشركة Communion بل وبدون الاشتراك الحقيقي والكياني في حياة المتجسد ابن االله أي Participation وعندما يكتب رسول الرب يسوع القديس بولس: "لا نكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره" ( ٢ كو ٩) ٨: أو لقد "أخلى ذاته" لكي ننال مجده فيجب أن يكون من الواضح أن مجد الابن الوحيد لم يكن مقالا أو عبارات نطق هبا الرب يسوع في يوحنا (ص ١٧) بل هو نوال مجده الذي أعلنه في جسده الخاص به عندما تجل ى على جبل طابور ولمع بنور أكثر من هباء الشمس فصار "جسد مجده" (فيلبي ٢١) ٣: هو ذات الجسد الذي سوف يضيء بنفس نور اجملد الا لهي في يوم القيامة. ولكن عندما تصبح "النعمة" نوعا من العطف أو الا حسان أو سلوكا أخلاقيا مثل منح الا لقاب والجواي ز والنياشين فا ن المسيحية تكون قد دخلت في رواق أرسطو وأفلاطون وصارت مدرسة أخلاقية وهو خطر تتعرض له البشارة داي ما عبر كل العصور.
٦ الروح القدس يح ل علي ك وقوة العلي ت ظل ل ك: الا قنوم الثالث روح الرب يحل وحسب الا صل اليوناني الذي يف ضله الا خ الدكتور سامح فهو ليس مجرد حلول بل هو eperchesthai ينزل come up on لا ن هذا الفعل بالذات ورد في (لوقا ٦) ٢١: ٢٢ ١١: وفي يوم العنصرة ) عأ ٨ ١: ٤) ١٣: ٢٤ ٨: و"قوة العلي" هو تعبير parallel لاسم الا قنوم الثالث معرو ف في اللغات السامية العبرانية والا رامية بشكل خاص. وبالرغم من أن النص يقول: "قوة العلي -أي قوة الروح القدس- تظللك" فقد ضاع من الوعي القوة الكامنة في الحركة الا لهية حركة نزول الروح القدس والتعبير عن هذا النزول با نه "يظلل" القديسة مريم. الفعل اليوناني episkiazein الذي است خدم للروح القدس هو ذات الفعل المستخدم للسحابة المنيرة التي ظل لت الرب مع موسى وإيليا على جبل التجلي (لو ٣٤) ٩: وهو أيضا ذات الفعل الذي ورد في السبعينية عن سحابة اجملد الا لهي التي ظل لت خيمة الاجتماع: "غطت السحابة خيمة الاجتماع وملا هباء الرب المسكن". والسحابة أو الشاكيناه هي ذات القوة التي تظل ل خاي في الرب في (مزمور.(٤ :٩١ بعدكل ما تقدم هل يصح أن يكون الخلاف خلافا على ترجمة أم العبرة هي بحقيقة الامتلاء من الروح القدس وحلول روح الرب على القديسة مريم ماذا نقول عن تلك التي صارت "خيمة الاجتماع" في العهد الجديد لقد لاحظ العلامة أوريجينوس -وهو من أعظم علماء الكتاب المقدس- في العظة السادسة على إنجيل لوقا أنكلمات الملاك للقديسة مريم لا يوجد لها مثيل في الكتاب المقدسكله إذ لم تسمع امرأة ولا رجل هذه الكلمات في العهدين: "خاطب الملاك مريم بخطاب جديد لم أجده في أي موضع في الا سفار وسوف أشرح كلمات الخطاب في ايجاز: "السلام لك يا ممتلي ة نعمة" والكلمة اليونانية Κεχαριτωµενη لم أجدها على قدر ما أتذ كر في الا سفار وتعبير مثل هذا "ممتلي ة نعمة" لم يو جه حتى لرج ل. هذه فظ ت أو خ ص صت لمريم وحدها" (عظة ٧ ٦: سلسلة آباء الكنيسة التحية ح
٧ مجلد ٩٤ ص ٢٦). الامتلاء من النعمة أي من حلول الروح القدس لا علاقة له بحالة الا نسان مهماكان لا ن هذا الامتلاء من النعمة جاء به الاتحاد الا قنومي لا ن شهادة الا نجيلي يوحنا أن وحيد الا ب "مملوء نعمة " وإننا نحن "من ملي ه نحن جميعا أخذنا" (يوحنا ١: - ١٤ ١٦). هذا الملء هو إلوهية الرب فا نه فيه "يحلكل ملء اللاهوت جسديا " هذا عن تجسد ابن االله. وأكمل رسول المسيح القديس بولس بقية التعليم: "وأنتم مملوؤن فيه" (كو - ٩ :٢.(١٠ فا ذا كانت القديسة مريم -كما ذكرت يا أخي الكريم- هي ابنة آدم وسرى عليها ما سرى على آدم من فقدان النعمة.. فا نت على صواب إذاكنت تفكر في مريم العذراء قبل البشارة وقبل حلول الروح القدس عليها. الامتلاء من النعمة هو حلول الروح القدس وحلول أقنوم االله الكلمة في أحشاء البتول هذا لا يمكن إنكاره وتبعا لذلك لا يجب أن يصبح الخلاف على الترجمة هو مح ور الا يمان لا ن محور الايمان هو تجسد ابن االله من العذراء. وحقا لقد "أ نع م عليها" لا ن النعمة لا يرثها أ ي إنسا ن ولكن ذلك الا نعام لم يكن عطفا ولا إحسانا favor بل تناز ل االله نفسه لكي ي ولد منها فهي تحمل في أحشاي ها ذاك الذي هو "ملء اللاهوت" أو "ملء النعمة" أو "الملء" عندي ذ يصبح من الصواب -إذا تذكرنا تجسد الرب- أن نقول: "الممتلي ة نعمة" لا ا امتلا ت من حضور االله الكلمة من حضور وحلول قوة العلي عليها. ويبقى علينا أن نحاول أن نخضع الكلمات للا يمان لا الا يمان للترجمات والابحاث اللغوية لا ن المسيح الرب ليس كتابا أو (١) فصلا من فصول العهد القديم بل هو االله خالق السموات والا رض. وتبقى مسا لة ذات حساسية خاصة عند الذين اسلموا اللاهوت المسيحي للشريعة وفقدوا الحس والوعي بالنعمة أنا لا أقصدك يا أخي الكريم لا نني لا أعرفك- ولكن هو لاء حذفوا تجسد رب اجملد من واقع حياتنا وجعلوا تجسد الرب حدثا فريدا ليس ) ١ ( راجع مقالنا بعنوان: غفران الخطايا حسب تسليم صلواتنا الكنسية القبطية الا رثوذكسية ص ٤ تحت عنوان: الكتاب المقدس ليس مصدرا للعقيدة. منشور على موقع www.coptology.com
٨ له أي آثار أو فاعلية على حياتنا بما فيها نوال عطية التبني (غلا - ٤ ٤: ٦) وهي شركتنا في بنوة رب اجملد بل ذاب في مستنقع العصر الوسيط حقيقة أننا "وارثون مع المسيح" (رو ١٧) ٨: لكل ما است عل ن في يسوع المسيح من مجد وبنوة وملكوت وحياة أبدية وما سوف ي ستعل ن هو أكبر مما سمعنا وعرفنا لا نه لم يظهر بعد ماذا سنكون ( ١ يوحنا - ١ :٣.(٣
٩ لقد و لد ت من ن البتول بالروح لكي نولد نح أيضا من الروح أنت من العذراء ونحن من الماء والروح لم نولد من العذراء مثلك ميلادا جديدا بل أنت وحدك و ل د ت من العذراء لكي تح ول ولادتنا فيك نحن نولد من نساء ه ن أمهاتنا وهذا ميلاد الموت والفساد ولكنك جي ت بميلاد للا مهات والا باء ولكل أجيال البشر لكي ننال من ملء نعمة الخلقة الجديدة ذلك الكيان الذي لا يموت بل يقوم لحياة الا بد فيك وبك ك سلام يا ممتلي ة نعمة لا ن بشا ر ت هي بشارة الامتلاء من النعمة. د. جورج حبيب بباوي